تميزت بطولة كاس العالم 82 بالعديد من المباريات المثيرة والممتعة، واعتبرت البطولة من أكثر البطولات إثارة
بعد كأس العالم 1970، وكانت هذه هي البطولة الأولى التي تضم 24 فريقاً بدلاً من 16
فريقاً في البطولات الماضية، بعدما أقر الاتحاد الدولي لكرة القدم زيادة المنتخبات
المشاركة قبل كأس العالم 1978، فتم تقسيم المنتخبات المشاركة على 6 مجموعات، يتأهل
منها أول و ثاني كل مجموعة، ليتم تقسيمهم مرة أخرى على 4 مجموعات يتأهل بطل
المجموعة إلى الدور ربع النهائي.
اختيار البلد المنظم لمونديال 82
تم اختيار إسبانيا لاستضافة هذه النسخة من المونديال بعد اتفاق بين
الاتحادين الإسباني والألماني، على أن يدعم الأول ألمانيا للحصول على حق استضافة
مونديال 1974، ثم يقوم الأخير بدعم إسبانيا لاستضافة نسخة عام 1982.
وكانت هذه هي النسخة
الوحيدة من كأس العالم التي تستضيفها إسبانيا عبر التاريخ، ولم ينجح المنتخب الإسباني
في احراز اللقب.
مؤامرة ضد الجزائر في كاس العالم 1982
حقق المنتخب الجزائري فوزا تاريخيا على نظيره منتخب المانيا بهدفين مقابل
هدف وحيد، في المباراة التي سميت بـ"معجزة خيخون"، لأنها لعبت في مدينة
خيخون الإسبانية ثمخسرت الجزائر مباراتها
الثانية أمام منتخب النمسا بهدفين نظيفين، قبل أن تلعب مباراتها الأخيرة أمام منتخب تشيلي
وتهزمها بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
لعبت ألمانيا مع النمسا، بعد نهاية مباراة الجزائر وتشيلي بيوم، وكان
يعرف المنتخب النمساوي أن هزيمته أمام ألمانيا بفارق هدف وحيد ستؤهل الفريقين معا
وتخرج الجزائر، في حين أن أي فارق أكبر من الأهداف سيؤهل المنتخب الجزائري إلى
جانب ألمانيا وتودع النمسا البطولة.
سجل المنتخب الألماني هدف المباراة الوحيد عند الدقيقة العاشرة عبر
هورست هروبيتش، قبل أن يتبادل الفريقان الكرة بشكل سلبي حتى نهاية المباراة، وسط
هتافات من قبل الجماهير الإسبانية التي كانت تغني للمنتخبين "إلى الخارج..
إلى الخارج"، في حين قام مشجع ألماني غضب من أداء منتخب بلاده، بحرق علم
ألمانيا الغربية حينها.
أثارت هذه المواجهة ضجة كبيرة في الأوساط الكروية والإعلامية، وقدمت
الجزائر اعتراضا للاتحاد الدولي لكرة القدم، لكن الأخير رفض الاعتراض وأقر نتيجة
المباراة، لكنه أصدر قرارا بأن تلعب المباراتين الأخيرتين في كل مجموعة بكأس
العالم بنفس التوقيت منعا للتلاعب بالنتائج، وهو الأمر الذي لا زال يطبق حتى الآن.